
وحدة العمليات المركزية التابعة للحرس المدني (UCO): ركيزة التحقيقات الجنائية في إسبانيا
يوليو 1, 2025
هل يمكنني منع الشرطة من تفتيش سيارتي على الطرق العامة؟
أكتوبر 6, 2025في هذا المقال، سأحلل بإيجاز تنظيم وعمل محكمة المحلفين في إسبانيا، واختصاصها المادي، وخصائصها الإجرائية، والمناقشات الفقهية الرئيسية حول مدى ملاءمتها - خاصة عندما يكون موضوع الملاحقة القضائية جرائم الإدارة العامة المعقدة (مثل الاختلاس) -. وسأدرس التطبيق العملي الأخير في ما يسمى "قضية بيغونيا غوميز"، وسأقارن النموذج الإسباني بأنظمة المحلفين في فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة. وأخيرًا، سأقدم تأملًا في السبب الذي يجعلني أرى، من وجهة نظر قانونية واستراتيجية، أن زوجة الرئيس قد تفضل تجنب المحاكمة أمام هيئة محلفين شعبية.
1 - الإطار القانوني الإسباني: القانون الأساسي لمحكمة التحكيم
ينظم محكمة المحلفين في إسبانيا القانون الأساسي 5/1995، المؤرخ 22 أيار/مايو، بشأن محكمة المحلفين (وتعديله اللاحق في القانون الأساسي 8/1995). ويحدد هذا القانون الاختصاصات المادية لهيئة المحلفين (المادة 1) ويحدد تكوينها وقواعدها الإجرائية الأساسية: تتألف
الجوانب العملية ذات الصلة:
- يجوز لأي إسباني يبلغ السن القانونية ويجيد القراءة والكتابة ومسجل في المقاطعة التي ستعقد فيها المحاكمة أن يكون محلفاً.
- لا يجوز للشخص المدان بارتكاب جريمة جنائية، أو الملاحق أو المتهم بارتكاب جريمة جنائية، أو الأشخاص الموجودين في السجن، أن يكونوا محلفين. كما لا يجوز للسلطات العامة والقضاة والمدعين العامين والمحامين الممارسين وأفراد قوات الأمن والعسكريين العاملين أو الأشخاص عديمي الأهلية أن يكونوا محلفين.
- يمكن إعفاء الأشخاص التاليين من أداء واجب المحلفين (على الرغم من أن هذه الأعذار قد تكون غير مقبولة): من تجاوزوا سن 65 عامًا، أو من كانوا في هيئة المحلفين في السنوات الأربع السابقة، أو من لديهم أعباء عائلية تزعجهم بشكل خطير، أو من يقيمون في الخارج أو من يستطيعون إثبات أن لديهم صعوبات خطيرة في أداء واجبهم في هيئة المحلفين.
- اختيار هيئة المحلفين والطعون أثناء الاختيار أمر بالغ الأهمية ومكلف من حيث الوقت والموارد. وفي هذه، يجوز للطرفين (الدفاع والادعاء)، بعد الاجتماع مع المرشحين، الطعن في أربعة مرشحين لكل منهما، دون إبداء أي سبب لذلك.
- وتجري المحاكمة بهيئة محلفين (باستثناء حالة الأشخاص ذوي الوضع المميز) أمام دائرة خاصة في محكمة المقاطعة وتتألف من قاضٍ (محترف) يعمل كرئيس ويدير المحاكمة الشفوية ولكنه لا يتدخل في المناقشات أو في التصويت و9 محلفين غير محترفين و2 من البدلاء.
- بعد المحاكمة الشفوية في حضور أعضاء هيئة المحلفين، تُطرح عليهم أسئلة حول الوقائع التي يتم الحكم عليها وحول إدانة المتهم أو براءته، في استبيان يجب أن يجيبوا عليه موضحين إجاباتهم بإيجاز.
- تتطلب الإدانة تصويت 7 محلفين من أصل 9 محلفين لصالح الإدانة وتصويت 5 محلفين بالبراءة.
2. الجرائم التي تدخل في اختصاص محكمة الصلح في إسبانيا
يحدد القانون الأساسي 5/1995، الصادر في 22 أيار/مايو 1995، بشأن هيئة المحلفين، في مادته 1، الاختصاص الموضوعي لهيئة المحلفين، ويقصره على بعض الجرائم الجنائية، ومعظمها يتعلق بالحقوق القانونية الأساسية أو ممارسة الوظائف العامة. وهذه الجرائم هي:
الجرائم ضد الأشخاص
- القتل (المواد من 138 إلى 140 من قانون العقوبات).
- التهديدات المشروطة (المادة 169-1 من قانون العقوبات).
- إغفال واجب تقديم المساعدة (المادتان 195 و196 من قانون العقوبات).
الجرائم ضد الحرية
- الاقتحام والدخول عنوة (المادتان 202 و204 من قانون العقوبات).
الجرائم ضد الأمن الجماعي
- الحرق العمد (المواد من 351 إلى 358 من قانون العقوبات).
الجرائم ضد الإدارة العامة التي يرتكبها موظفو الخدمة المدنية أثناء ممارستهم لواجباتهم:
- الخيانة في حفظ الوثائق (المواد من 413 إلى 415 من قانون العقوبات).
- الرشوة (المواد من 419 إلى 426 من قانون العقوبات).
- المتاجرة بالنفوذ (المواد من 428 إلى 430 من قانون العقوبات).
- اختلاس الأموال العامة (المواد من 432 إلى 434 من قانون العقوبات).
وكما هو واضح، فقد اختار القانون 5/1995 قائمة مغلقة (نسميها في القانون " numerus clausus")، مستبعداً غالبية الجرائم، خاصة تلك الجرائم ذات الطبيعة الاقتصادية المعقدة، إلا في الحالات المنصوص عليها صراحة (مثل الاختلاس). وقد انتقد الفقه هذا المعيار التقييدي - الذي يتناقض مع النماذج الأنجلوسكسونية حيث تتدخل هيئة المحلفين في جميع الجرائم الخطيرة عملياً - لكنه في الوقت نفسه أبرز أنه يتجنب نقل المسائل التقنية المفرطة أو تلك التي لا تتسم بتجاوز اجتماعي كبير إلى هيئة المحلفين.
وتكتسب هذه العلاقة أهمية خاصة في قضية بيغونيا غوميز، حيث أن التحقيق المفتوح في قضية اختلاس الأموال العامة يرتبط تلقائيًا بهذه القائمة المغلقة، وبالتالي يتيح تدخل هيئة محلفين شعبية إذا ما تم فتح المحاكمة في النهاية.
يدرج القانون صراحةً ضمن عناوين اختصاص هيئة المحلفين الجرائم التي يرتكبها الموظفون العموميون أثناء ممارستهم لمهامهم: الرشوة واستغلال النفوذ واختلاس الأموال العامة (المادة 432 والمواد التالية من القانون الجنائي). ولهذا السبب، عندما تنحصر الأجزاء التي ستتم محاكمتها في التحقيق في الأفعال المصنفة في هذه العناوين، يمكن لقاضي التحقيق أن يحول القضية بحيث إذا وصلت إلى المحاكمة الشفوية تكون الجلسة مطابقة لمحكمة هيئة المحلفين.
في قضية بيغونيا غوميز، أشار القاضي خوان كارلوس بينادو بالتحديد إلى أن القضية التي تحقق في الاختلاس المزعوم يمكن أن تنظر فيها هيئة المحلفين إذا وصلت الإجراءات إلى مرحلة المحاكمة الشفوية. وهذا لا يعني أن هناك حكمًا صادرًا بالفعل أو أن المحاكمة فورية: يجب أن تصل القضية أولًا إلى مرحلة المحاكمة ويجب أن تصادق المحكمة (بحكم الاختصاص والاستئناف) على الإجراءات.
3. الممارسة: المحاكمات أمام هيئة محلفين في إسبانيا
تعد المحاكمات أمام هيئة المحلفين جديدة نسبياً (منذ عام 1995) ، حيث أن إسبانيا على عكس الدول الأخرى التي تتجذر فيها هيئة المحلفين تاريخياً، فهي نادرة جداً مقارنة بالدول الأنجلوسكسونية، ولكن كانت هناك أحداث ذات صدى إعلامي كبير.
في بلدنا يتم إجراء أقل من 500 محاكمة أمام هيئة محلفين في السنة، على سبيل المثال خلال عام 2024، تم عقد 453 محاكمة أمام هيئة محلفين ولا توجد إحصائيات فيما يتعلق بالمحاكمات العادية (التي يحكم فيها قضاة محترفون)، ولكن يمكن التأكيد على أن القضايا التي تم تحريكها في القضاء الجنائي كانت 826.256 قضية ولكن هذا الرقم لا يعادل عدد المحاكمات التي تم عقدها حيث أن العديد من القضايا لا تصل إلى المحاكمة لأنها محفوظة أو تم حلها بالاتفاق أو الاتفاقات ...
ومع ذلك، تُظهر التجربة العملية أن هيئة المحلفين يمكن أن تضفي شرعية ديمقراطية على الحكم ولكنها تثير تساؤلات حول تقييم الأدلة الفنية والمعقدة (آراء الخبراء، والوثائق الاقتصادية، وهياكل الشركات)، وحول تأثير العلانية على الحياد.
4. المناقشات والانتقادات الفقهية: هيئة المحلفين للجرائم المعقدة
وقد تم تكرار انتقادين رئيسيين من قبل كل من الفقه المتخصص ووسائل الإعلام عند اقتراح إجراء محاكمات أمام هيئة محلفين في قضايا الاختلاس أو الفساد:
التعقيد التقني: يرى المنتقدون (من أساتذة وممارسين قانونيين) أن القضايا التي تحتوي على أدلة مستندية وفيرة ومعاملات معقدة ومحيط اقتصادي قد يصعب فهمها على المحلفين العاديين، بحيث يمكن أن يصبح التقييم عاطفيًا أو تبسيطيًا أكثر من كونه قرارًا تقنيًا. وذهب أحد أساتذة القانون الإجرائي إلى حد أن يقارن بسخرية تكليف مثل هذه القضايا بـ "تكليف تسعة مواطنين في هيئة محلفين بإجراء عملية جراحية للزائدة الدودية".
خطر التسييس والصحافة: في القضايا ذات المحتوى السياسي العالي أو التعرض الإعلامي الكبير، هناك خطر أن يؤثر الرأي العام والرواية السياسية على مداولات هيئة المحلفين؛ إذ يمكن أن يصبح اختيار هيئة المحلفين والطعن والوصاية أدوات استراتيجية للأطراف أو البيئة الإعلامية. وتسلط الدراسات المقارنة الضوء أيضًا على زيادة حساسية هيئة المحلفين تجاه الدعاية للقضية.
ردًا على هذه الانتقادات، يجادل المدافعون عنها بأن هيئة المحلفين تتضمن مشاركة المواطنين (المادة 23 من الدستور الأوروبي) وأن حكمها - كونه نتيجة مداولات جماعية - يضيف شرعية ديمقراطية للقرار الجزائي، ويتجنب التكنوقراط ويقرّب العدالة من المجتمع.
5. المقارنة الدولية: النموذج الإسباني مقابل نماذج من بلدان أخرى.
وترد أدناه السمات المميزة المقارنة مع بعض البلدان ذات الصلة:
- فرنسا (محكمة الجنايات): تنظر محكمة الجنايات في "الجرائم" الخطيرة من خلال محكمة مختلطة: قضاة محترفون (3 قضاة) وهيئة محلفين من المواطنين (6 في الدرجة الأولى و9 في الاستئناف). ولطالما كان لمحكمة الجنايات دور مهم لفترة طويلة؛ وفي السنوات الأخيرة تم إدخال إصلاحات وإجراءات بديلة لبعض الجرائم الخطيرة. والنظام الفرنسي مختلط -محلفون مواطنون + قضاة - وتتخذ القرارات بصورة مشتركة.
- المملكة المتحدة (إنكلترا وويلز): تعتبر هيئة المحلفين المعلقة (عادة ما تكون مؤلفة من 12 عضواً) أساسية في الجرائم الخطيرة التي تنظر فيها محكمة التاج. ويسمح بالحكم باﻷغلبية في ظروف معينة )منظمة( وهناك تقليد طويل من السوابق القضائية بشأن اختيار المحلفين وتعليماتهم والوصاية. يعتمد النظام البريطاني على هيئة المحلفين كضامن للمحاكمة الجنائية في المقام الأول.
- الولايات المتحدة الأمريكية: يكرس التعديل السادس الحق في الاستعانة بهيئة محلفين في المحاكمات الجنائية الفيدرالية، وكذلك في العديد من المحاكمات الجنائية في الولايات، وذلك عن طريق التأسيس؛ وتعتبر هيئة المحلفين ركيزة أساسية في عملية الخصومة ولها سلطات واسعة. إن الاختيار(الاستجواب التمهيدي)، وإمكانية إجراء محاكمات مسيّسة للغاية واستراتيجيات وسائل الإعلام تحول المحاكمات البارزة إلى ظواهر اجتماعية (مثل محاكمات الشخصيات العامة). وتختلف القواعد (عدد المحلفين والإجماع) حسب الولاية القضائية، على الرغم من أن المحكمة العليا توحد المعايير (على سبيل المثال الإجماع المطلوب في بعض السياقات).
- ألمانيا: لا توجد هيئة محلفين شعبية على الطريقة الأنجلوسكسونية؛ وبدلاً من ذلك توجد محاكم بقضاة محترفين (قاضٍ واحد أو ثلاثة قضاة حسب خطورة الجريمة) وقاضيين أو ثلاثة قضاة غير محترفين (قضاة غير محترفين) يشاركون بفعالية ويصوتون في المداولات وإصدار الأحكام كأعضاء دائمين في المحكمة. إنه نظام مختلط ولكن مع قضاة غير محترفين يتم تعيينهم بشروط وتعيينهم.
- إيطاليا: يطبق نظام مختلط في الجرائم الخطيرة، يضم 6 محلفين مع قاضيين يتداولون معاً ويصدرون قراراتهم بالأغلبية البسيطة.
كما ذكر أعلاه، يلزم لإصدار حكم الإدانة أغلبية مؤهلة (7 أصوات مؤيدة من أصل 9 محلفين) ومن الضروري إبداء أسباب الحكم، حتى لو كان ذلك بإيجاز فقط.
ومع ذلك:
- في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة: عادةً ما يكون الإجماع مطلوبًا (12/12 محلفًا)، على الرغم من أن بعض الولايات الأمريكية تسمح بـ 10/12 ولا يشترط وجود أسباب للحكم.
- في فرنسا، يُشترط الحصول على أغلبية معززة (على سبيل المثال 6 من أصل 9 في الدرجة الأولى).
والنموذج الإسباني قريب نسبيا، من حيث الفكرة، من النظام الأنجلوسكسوني (هيئة محلفين من المواطنين تقرر بحرية الإدانة) ولكن مع خصوصياته (تسعة محلفين، والمسائل التي تبت فيها هيئة المحلفين التي يجب أن تكون في إطار التصنيف الجنائي، ورئاسة وإشراف قاضٍ محترف). وعلى النقيض من الأنظمة المختلطة (فرنسا وإيطاليا وألمانيا) أو الأنظمة القائمة بالكامل على هيئة محلفين (المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية)، تجمع إسبانيا بين مشاركة المواطنين والرقابة القضائية المهنية.
6. "قضية بيغونيا غوميز": العواقب العملية والاستراتيجية لهيئة المحلفين
منذ ظهور التحقيق الذي يتضمن احتمال الاختلاس، كانت المعالم ذات الصلة هي: قرار قاضي التحقيق بشأن إمكانية محاكمة القضية أمام هيئة محلفين؛ والنقاش العام والسياسي الذي أعقب ذلك؛ والتناقض بين مطالب الدفاع بإغلاق القضية والاتهامات الشعبية التي تدعو إلى المضي قدمًا في القضية. وتؤكد وسائل الإعلام والتقارير على أن التحول إلى إجراءات المحاكمة أمام هيئة محلفين لا يعني محاكمة وشيكة، بل هو توقع للمسار الإجرائي الذي سيُتبع في حال إحالة القضية إلى المحاكمة (سيتعين على المحكمة الإقليمية اتخاذ قرار وعقد المراحل التمهيدية إذا لزم الأمر).
بعد ما قيل حتى الآن، لماذا تفضل السيدة غوميز تجنب هيئة محلفين شعبية؟ من التحليل القانوني-الاستراتيجي، هناك عدة أسباب معقولة:
- التعقيد الإثباتي: تعتمد قضايا الاختلاس في كثير من الأحيان على وثائق تعاقدية وتقنيات محاسبية ومعايير تقييم يمكن لمحكمة فنية (هيئة قضاة محترفين) تقييمها بمزيد من التفاصيل التقنية والمفردات القانونية. في هيئة المحلفين، يخشى الدفاع من أن يكون التعقيد في صالح التبسيط أو الاستدلال.
- الانكشاف الإعلامي والاستقطاب السياسي: نظرًا لكونها زوجة رئيس الوزراء، فإن القضية مشحونة سياسيًا وإعلاميًا بشكل كبير؛ وقد تكون هيئة المحلفين أكثر حساسية للرواية العامة والصور والعاطفة وأقل حساسية للفروق القانونية الفنية. وهذا يزيد من عدم اليقين في النتيجة.
- عدم القدرة على التنبؤ بالحكم: تتداول هيئات المحلفين سرًا ولا يتم الإعلان عن تسبيبها علنًا (في إسبانيا تجيب هيئة المحلفين على مجموعة من الأسئلة المحددة التي تقترحها المحكمة)، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالضبط بكيفية حل المسائل التقييمية الحاسمة. ويميل المدافعون إلى تفضيل الاستقرار والتعليل العلني لأحكام القضاة المعللة التي تصدرها المحكمة.
- الميزة السياسية للرواية: بالنسبة للادعاء، يمكن أن تقدم هيئة المحلفين حكمًا أكثر "شرعية" في نظر الرأي العام؛ أما بالنسبة للدفاع، فقد يكون ذلك ضارًا إذا كان يُخشى أن يكون للحكم تأثير سياسي أكثر من تأثيره القانوني. أما في السياق السياسي، فهناك اتهامات من قطاعات مقربة من الحكومة بممارسة الحرب القانونية، والرد السياسي يضع مطالب الحياد في مواجهة اتهامات بتوظيف القضاء، وكل ذلك يعقد من مساحة الإثبات والاستراتيجية للدفاع.
7. تأملات ختامية (قانونية وإجرائية)
- إن قرار إحالة قضية ما إلى المحاكمة أمام هيئة محلفين محكوم بالقانون وبقواعد إجرائية محددة؛ وهو ليس "اختيارا" اعتباطيا للقاضي بالمعنى المطلق، بل هو أثر التكييف القانوني المادي للوقائع. وفي هذه القضية المحددة، فإن وجود الاختلاس في لائحة الاتهام يجعل المحاكمة أمام هيئة محلفين ممكنة ومتماسكة قانونيًا.
- في ممارسة الدفاع في جرائم الفساد، من الشائع محاولة القيام بما يلي: 1) الحد من أو كشف الأجزاء لاستبعاد العناوين القضائية لهيئة المحلفين؛ 2) إثارة مسألة عدم كفاية الأدلة في المراحل السابقة؛ 3) إدارة التواصل العام ومحاولة ترك أقل قدر ممكن من المعلومات الضارة لأغراض اختيار هيئة المحلفين. وتسعى هذه الاستراتيجيات إلى الحد من الانكشاف و"الانفعالية" التي يمكن أن تؤثر على قرار المحلفين غير المتخصصين.
- أخيرًا، يسلط النقاش العام الدائر حول هيئة المحلفين في القضايا السياسية الضوء على توتر كلاسيكي: مشاركة المواطنين والشرعية الديمقراطية مقابل التقنية القضائية والتخصص. لا توجد إجابة واحدة: فكل مجتمع وكل نظام يزن هذه القيم بشكل مختلف. يُظهر القانون المقارن أنه خارج المدار الأنجلوسكسوني وكما سبق أن شرحت، هناك نماذج مختلطة (مثل النموذجين الفرنسي والألماني) على وجه التحديد بقصد الجمع بين الشرعية والتقنية.




