
رفض اختبار تحليل التنفس: العواقب القانونية المترتبة على ذلك
نوفمبر 27, 2024
المحكمة العليا تؤيد الحكم بالإدانة بتهمة إساءة معاملة الحيوانات
أبريل 16, 2025- وكما توقعنا في تحليلنا، فإن الحكم الأخير يؤكد أن طبيعة الوقائع لا تبرر فرض عقوبة السجن، واختار بدلاً من ذلك عقوبة مالية. (ABCEl PAÍS,LA VANGUARDIA)
أثارت قضية جينيفر هيرموسو، وهي لاعبة كرة قدم محترفة وشخصية بارزة في كرة القدم النسائية الإسبانية، جدلًا حادًا في المجال القانوني الجنائي، لا سيما فيما يتعلق بالجرائم ضد الحرية الجنسية والتعويض والرضا والسلامة الشخصية. وتثير هذه القضية، التي تجاوزت المجال الرياضي لتصبح قضية ذات أهمية اجتماعية وقانونية، أسئلة جوهرية حول تفسير الرضا وطبيعة السلوك والمسؤولية الجنائية للمتورطين.
خلفية القضية
كانت جينيفر هيرموسو، إحدى لاعبات المنتخب الإسباني لكرة القدم للسيدات، بطلة واقعة حدثت في سياق الاحتفال بالفوز بكأس العالم للسيدات. ووفقًا للوقائع التي تم الإبلاغ عنها، تعرضت هيرموسو لتصرف غير مقصود من قبل لويس روبياليس، رئيس اتحاد كرة القدم آنذاك، عندما أمسك وجه اللاعبة بكلتا يديه وقبّلها على شفتيها دون موافقتها، الأمر الذي أثار رد فعل فوري في الوسطين الرياضي والإعلامي. وأثارت الواقعة التي التقطتها الكاميرا، وتم نشرها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، موجة من الغضب والنقاش العام حول حدود الموافقة واحترام السلامة الشخصية.
بعد العديد من مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي بسبب واقعة المدير الفني، اعتذر لويس روبياليس في اليوم التالي لما حدث قائلاً: "كل ما حدث بيني وبين أحد اللاعبين، مع وجود علاقة رائعة بيننا كما هو الحال مع الآخرين، وحيث، حسناً، بالتأكيد أخطأت. يجب أن أعترف بذلك، لأنه في لحظة من الانفعال الشديد، وبدون أي سوء نية، كان عليّ أن أعترف بذلك.
النية، دون أي سوء نية، حدث ما حدث، بشكل عفوي جداً، دون أي سوء نية، من أي من الجانبين".
في 25 أغسطس/آب، نفت جيني هيرموسو في بيان لها ما قاله لويس روبياليس:"أريد أن أوضح، كما ظهر في الصور، أنني لم أوافق في أي وقت من الأوقات على القبلة التي منحني إياها، وبالطبع لم أسعَ بأي حال من الأحوال إلى رفع الرئيس".
الموافقة وطبيعة السلوك في القانون الجنائي الإسباني
هذه التصريحات التي أدلى بها اللاعب تترك الباب مفتوحًا لتحليل جانب أساسي من جوانب جريمة الاعتداء الجنسي: الموافقة.
في القانون الجنائي الإسباني، تعتبر الموافقة (وكانت دائما، كما رأينا في مقالات أخرى في هذه المدونة) عنصرا أساسيا في تكوين الجرائم ضد الحرية الجنسية والتعويض الجنسي. ومع ذلك، لكي تكون هذه الجرائم قابلة للتطبيق، يجب أن يكون السلوك المعني ذا طبيعة جنسية. هذا الجانب حاسم في قضية جينيفر هيرموسو، حيث توجد شكوك حول ما إذا كان يمكن تصنيف الفعل الذي قام به المعتدي المزعوم على أنه ذو طبيعة جنسية.
تعرّف المادة 178 من قانون العقوبات الإسباني جريمة الاعتداء الجنسي على النحو التالي "...".يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات كل من يقوم بأي فعل ينتهك الحرية الجنسية لشخص آخر دون رضا ذلك الشخص، باعتباره مرتكباً لاعتداء جنسي. ولا يعتبر الرضا قائماً إلا إذا تم التعبير عنه بحرية من خلال أفعال تعبر بوضوح عن إرادة الشخص المعني في ضوء ظروف الحالة. ".
غير أنه لكي يعتبر السلوك سلوكا جنسيا، يجب أن يكون متصلا بالمجال الحميم للشخص وأن يكون له دلالة جنسية واضحة. ومن هذا المنطلق، يجب أن يحدد التحليل القانوني ما إذا كان الفعل المعني يستوفي هذه الشروط أم أنه على العكس من ذلك سلوك ذو طبيعة مختلفة.
وفي هذه القضية، يطلب المدعي العام من روبياليس أن يقضي عقوبة السجن لمدة عام واحد عن هذه الجريمة، ويطلب أيضاً تعويض اللاعب الدولي بمبلغ 50 ألف يورو (وهو نفس المبلغ الذي يُطلب من المتهمين الآخرين دفعه بالتضامن والتكافل)، وأن يوضع الرئيس السابق للاتحاد الروسي لكرة القدم تحت المراقبة لمدة عامين بعد قضاء مدة العقوبة، وأن يُمنع من التواصل مع جيني هيرموسو ومن الاقتراب منها لمسافة 200 متر لمدة أربع سنوات (ثلاث سنوات ونصف في حالة المتهمين الثلاثة الآخرين). وبالإضافة إلى ذلك، يطالب المدعي العام بحرمانه من ممارسة مهنته ومن ممارسة حقه في الاقتراع السلبي لفترة مساوية لفترة العقوبة.
التحليل القانوني للقضية
في حالة جينيفر هيرموسو، يجب أن يركز التحليل القانوني على جانبين رئيسيين: وجود أو عدم وجود الموافقة وطبيعة سلوك المعتدي المزعوم.
واستناداً إلى الشهادات والصور المتاحة، يبدو عدم الموافقة واضحاً، وقد صرح هيرموسو بوضوح أنه لم يوافق على الفعل المعني. وهذه الإفادة أساسية لتحديد المسؤولية الجنائية للشخص المتورط، حيث إنه بموجب قانون "نعم فقط نعم"، فإن عدم الموافقة يكفي لتكوين الجريمة. ومع ذلك، ذهب الدفاع خلال الأقوال الأولى إلى حد التلميح إلى أن هيرموسو كان بإمكانه إعطاء موافقته شفهياً أو إيمائياً أثناء الفعل، على الرغم من أن هذا الموقف قد تم الاعتراض عليه بشدة من قبل النيابة العامة والجمهور.
ومع ذلك، من المهم بنفس القدر، في رأيي، تحليل ما إذا كان سلوك المعتدي المزعوم يمكن وصفه بأنه جنسي. سيحاول دفاع روبياليس أن يبين أن الفعل لم يكن له مدلول جنسي، بل كان تصرفاً متهوراً أو حتى مزاحاً في سياق احتفال رياضي؛ وفي هذا النوع من السياقات، من الشائع أن تحدث إيماءات الفرح أو الانفعال التي لا ينبغي تفسيرها على أنها اعتداء. وبالإضافة إلى ذلك، يشار إلى أن الفعل كان علنيًا وليس خفيًا، وهو ما يعزز، وفقًا لوجهة نظرهم، فكرة عدم وجود نية لارتكاب جريمة، محاولين تقديم الحدث على أنه سوء تفاهم أو انفعال زائد، وليس على أنه عدوان متعمد بقصد التسبب في الأذى.
على العكس من ذلك، يرى المتهمون أن الفعل انتهك خصوصية هيرموسو وكرامته، مما يجعله ذا طبيعة جنسية، وأن السياق الاحتفالي لا يبرر السلوك غير التوافقي.
ستكون هذه المناقشة حاسمة أثناء المحاكمة، لأنها ستحدد ما إذا كان يمكن تصنيف الفعل كجريمة ضد الحرية الجنسية أو على العكس من ذلك، يجب التعامل معه من منظور قانوني آخر، مما سيؤدي إلى تبرئة المتهم.
وعلى أي حال، ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن الفقرة 4 من المادة 178 من قانون العقوبات تنص على أنه"يجوز للهيئة التي تصدر الحكم، معللة ذلك في الحكم وشريطة عدم وجود عنف أو ترهيب أو أن إرادة الضحية قد غلبت لأي سبب من الأسباب أو عدم وجود الظروف المنصوص عليها في المادة 180 (ظروف مشددة محددة)، أن تفرض عقوبة بالسجن في نصفها الأدنى أو غرامة تتراوح بين 18 و 24 شهرا، مع مراعاة الطبيعة البسيطة للفعل والظروف الشخصية للجاني". ومراعاة للوقائع التي تجري المقاضاة بشأنها، يبدو لي أن هذه العقوبة أكثر إنصافاً في حالة الإدانة، لأن الفعل، رغم أنه أصبح قنبلة إعلامية مدوية، يمكن تصنيفه على أنه "أقل خطورة" لأنه كان مجرد قبلة.




