
هل يمكنني تسجيل الشرطة وهل يمكنهم إجباري على مسح الصور التي سجلتها لهم؟
أكتوبر 6, 2025
صديق أيوسو ليس مجرمًا معترفًا: التمييز الدقيق بين الإقرار بالذنب والاعتراف بالذنب
نوفمبر 11, 2025في ممارسة حق الدفاع، ترتكز العلاقة بين المحامي وموكله على ثلاث ركائز أساسية: الثقة والولاء والتواصل. فبدونها لا يمكن لأي استراتيجية قانونية أن تستمر بنجاح. وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يُعتقد أنه بمجرد بدء الدفاع، فإن هذه العلاقة غير قابلة للتغيير، إلا أن الواقع مختلف تمامًا: يمكن للمحامي أن يتنازل عن الدفاع ويمكن للموكل الاستغناء عن محاميه. وكلا القرارين مشروع، ولكن يجب اتخاذهما بعناية ووفقاً للقانون.
1 - حق للطرفين، ولكن بضمانات
يسمح القانون الإجرائي الإسباني بتنازل المحامي واستقالة الموكل على حد سواء. ومع ذلك، فإن هذه القرارات ليست تلقائية: فقبل كل شيء، يجب أن يحترم تنازل المحامي الحق في الحماية القضائية الفعالة وتجنب أي حالة من حالات عجز الموكل عن الدفاع عن موكله.
- عندما يستقيل المحامي، يجب عليه/عليها إبلاغ كل من الموكل والمحكمة خطياً وبطريقة لا تقبل الجدل. وعلاوة على ذلك، يجب عليه/عليها أن يستمر في النظر في القضية لفترة معقولة من الوقت إلى أن يقوم الموكل بتعيين محامٍ جديد.
- عندما يقوم الموكل بإلغاء الدفاع، يجب عليه أن يقوم بذلك بتعيين محامٍ آخر على الفور لضمان استمرارية الإجراءات. وعادة ما يتم هذا التعيين عن طريق توكيل رسمي أو "توكيل رسمي".
في كلتا الحالتين، يجب أن يتم التواصل مع المحكمة بطريقة واضحة ومهنية وسليمة من الناحية الإجرائية.
2. الأسباب الأكثر شيوعا للاستقالة أو الإلغاء
لا توجد قائمة مغلقة من الأسباب، لكن الممارسة القانونية تظهر بعض الأسباب المتكررة:
- فقدان الثقة: عندما يختلف المحامي والموكل على الاستراتيجية أو على كيفية التعامل مع الدفاع.
- المشاكل المالية: عدم دفع الرسوم أو عدم توفير الأموال لتغطية تكاليف الإجراءات.
- تضارب المصالح: ما إذا كان المحامي يقدم المشورة أو قدم المشورة لأطراف ذات مصالح متضاربة.
- الأسباب الأخلاقية أو الضميرية: عندما يطلب العميل إجراءات تتعارض مع القانون أو أخلاقيات المهنة.
المادة 26 من النظام الأساسي العام لنقابة المحامين الإسبان:"يتمتع المحامون بالحرية الكاملة في قبول أو رفض إدارة القضية، وكذلك التخلي عنها (كذا) في أي مرحلة من مراحل الإجراءات، شريطة ألا يكون الموكل عديم الدفاع".
تنص المادة 12 من مدونة أخلاقيات مهنة المحاماة الإسبانية على أن العلاقة بين المحامي وموكله يجب أن تقوم على الثقة المتبادلة، وأن حرية الدفاع تعني"الامتناع أو التوقف عن التدخل عند نشوء خلافات مع الموكل، والتي تصبح واجبة عندما تنشأ ظروف قد تؤثر على حريته واستقلاله في الدفاع أو المشورة أو الحفاظ على السرية المهنية أو تستتبع موضوعياً تضارباً في المصالح".
الاستسلام لا يعني "الاستسلام"، بل التصرف بمسؤولية عندما لا تعود المناصرة مجدية أو متماسكة.
3. الثقة، العمود الفقري للدفاع
الثقة هي المحرك الحقيقي للعلاقة بين المحامي وموكله.
يجب أن يكون المحامي قادرًا على التصرف بحرية مهنية وأمانة، ويجب أن يشعر الموكل بأن محاميه يشاركه هدفه ويدافع عن مصالحه عن قناعة.
عندما تنهار هذه الثقة - سواء بسبب الخلافات الاستراتيجية أو سوء التواصل أو الخلافات الشخصية - يفقد الدفاع فعاليته وشرعيته.
في الواقع، يتفق العديد من الممارسين على أن العلاقة السيئة بين المحامي وموكله يمكن أن تكون أكثر ضرراً للقضية من المحاكمة السيئة. ومن ثم، فإن استقالة المحامي في بعض الأحيان هي بادرة تماسك واحترام للعملية نفسها.
4. التغيير المهني: قرار حساس
بالنسبة لكل من المحامي الذي يستقيل والموكل الذي ينسحب، يجب إدارة عملية التسليم بحكمة وشفافية . لا يكفي إنهاء العلاقة: فمن الضروري ضمان استمرارية الدفاعوتجنب التسريبات أو النزاعات الناشئة عن التغيير.
وعلاوة على ذلك، يحافظ المحامي المنتهية ولايته على واجب السرية المهنية بشأن كل ما يعرفه أثناء العلاقة، حتى بعد توقفه عن التدخل. هذا الالتزام الأخلاقي هو أحد أكبر ضمانات النظام ويحمي كلاً من الموكل ونظام العدالة نفسه.
5. مسألة الأخلاقيات والمهنية
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من القضايا التي تناولتها وسائل الإعلام والتي قرر فيها المحامون الانسحاب من الدفاع في لحظات حرجة. وبعيداً عن العناوين الرئيسية، تعكس هذه القرارات أن مهنة المحاماة ليست مهنة الطاعة العمياء، بل هي مهنة الحكم والمسؤولية.
عندما يستقيل المحامي، فإنه لا يهرب: فهو يدافع عن نزاهته المهنية ويتجنب المساس بجودة الدفاع.
في نظام ديمقراطي، لا يدافع المحامي عن موكله فحسب، بل يدافع أيضاً عن توازن العملية واحترام حق الدفاع. ولهذا السبب، فإن الاستقالة - التي تستند إلى أسس سليمة ويتم الإبلاغ عنها بشكل صحيح - ليست علامة ضعف، بل علامة قوة أخلاقية.
6. قضية أبالوس: فقدان الثقة والاستراتيجية الإجرائية
وفي سياق قضية كولدو، يبدو أن استقالة محامي خوسيه لويس أبالوس تستجيب، بحسب مصادر قانونية وصحافية، لخلافات استراتيجية حول كيفية التعامل مع التحقيق القضائي وإسقاطه إعلامياً. فالدفاع عن وزير سابق يتعرض لفضح علني قوي لا يتطلب صرامة تقنية فحسب، بل يتطلب أيضًا تنسيقًا تواصليًا وتكتيكيًا يحفظ صورته وحقه في قرينة البراءة.
عندما يكون هناك خلاف عميق في الاستراتيجية الإجرائية - على سبيل المثال، حول ما إذا كان يجب الإدلاء بالشهادة أمام القاضي أو عدم الإدلاء بها، أو كيفية الرد على اتهامات أطراف ثالثة - قد يعتبر المحامي أن الحد الأدنى من شروط الثقة اللازمة للاستمرار لم يعد موجوداً. في مثل هذه الحالة، لا تكون الاستقالة مشروعة فحسب، بل واجبة من الناحية المهنية، لأن الاستمرار في الدفاع الذي لا يؤمن به المرء يمكن أن يؤثر على فعالية الإجراءات ذاتها.
ومع ذلك، حاولت آراء أخرى أن ترى في هذه الاستقالة استراتيجية لتأخير الإجراءات، وهي استراتيجية أجهضها القاضي ليوبولدو بوينتي، الذي لم يقبل الاستقالة لأنه اعتبر أنها صيغت "بالتحايل على القانون"، أي بدافع كاذب وليس بسبب "فقدان الثقة" المزعوم لأن طلب تغيير المحامي تم قبل أيام قليلة من الموعد المحدد للإعلان، مشيراً إلى "خلافات لا يمكن التوفيق بينها أو تدهور الثقة بشكل لا رجعة فيه" ولكن دون توضيح التفاصيل المحددة لهذه الخلافات.
وفي رأيي، وعلى الرغم مما قاله السيد بوينتي، كان ينبغي في رأيي أن يوقف البيان حتى يتسنى للسيد أبالوس تعيين محام آخر يثق فيه، لأن حق الدفاع عن الخاضعين للتحقيق هو فوق سرعة التحقيق المزعومة، وعلاوة على ذلك، وكما رأينا، فإن نتيجة المحاكمة قد تتوقف على الثقة في المحامي. ومن ناحية أخرى، فإن كون تغيير المحامي كان وسيلة لتأخير التحقيق هو مجرد افتراض من جانب القاضي، الذي لا يمكن أن يتوقع أن يطلع على التناقضات في الدفاع، لأن ذلك قد يعني عرض استراتيجية الدفاع قبل الأوان.
7. التفكير النهائي: الثقة والأخلاقيات والشفافية
تقوم العلاقة بين المحامي وموكله على ميثاق الثقة والولاء المتبادل الذي لا يمكن الحفاظ عليه بمجرد القصور الذاتي. والتنازل أو الإبطال، عندما يتم التعامل معه بمسؤولية، هو آلية لحماية حق الدفاع عن النفس.
تُظهر قضية أبالوس أيضًا كيف يمكن للإدارة العامة للاستقالة أن تؤثر على النظرة الاجتماعية للعملية. في الأوقات التي تتشابك فيها السياسة والعدالة في الرأي العام، من الضروري الحفاظ على كرامة مهنة المحاماة والسرية المهنية، وتجنب التسريبات أو التفسيرات المبسطة للقرارات التي تنتمي في النهاية إلى المجال الحميم للعلاقة بين المدعى عليه والمدعى عليه.
في نهاية المطاف، لا ينبغي أن يُنظر إلى استقالة المحامي على أنها تخلي عن المهنة بل على أنها فعل اتساق مهني عندما لا تعود الشروط الأخلاقية أو الاستراتيجية للدفاع مستدامة. لأنه في القانون، كما في السياسة، الثقة هي كل شيء، وبالتالي فإن المحامي الذي يقول "كفى" في الوقت المناسب لا يتخلى عن موكله: إنه يحمي جوهر مهنته.




