
الإدانة بالاستيلاء على منصات نقالة: قضية سرقة مستمرة
أكتوبر 18, 2024
المسؤولية الجنائية للمؤسسات التعليمية عن التنمر: تحليل راهن
نوفمبر 6, 2024في مجال القانون الجنائي، تعتبر صحة الأدلة مسألة حاسمة لضمان العدالة وحماية الحقوق الأساسية. وتركز إحدى المناقشات الأخيرة في الفقه الجنائي الإسباني على صحة الأدلة التي يتم الحصول عليها خارج فترة التحقيق السابق للمحاكمة، وهي مسألة تنظمها المادة 324 من قانون الإجراءات الجنائية. هل يمكن أن تكون الأدلة باطلة تلقائيًا بسبب الحصول عليها خارج الحدود الزمنية المقررة؟ نستكشف هنا موقف المحكمة العليا وأثره على الإجراءات الجنائية.
فترة التعليم في القانون الجنائي الإسباني
وتضع المادة 324 من قانون الجرائم الاقتصادية حدوداً زمنية لمرحلة التحقيق الجنائي، وذلك لتجنب التأخير غير المبرر وضمان سرعة الإجراءات. ووفقاً لهذه المادة، يجب الانتهاء من التحقيق في غضون فترة أقصاها 12 شهراً، على الرغم من أنه يجوز تمديدها بشكل استثنائي بناء على طلب مكتب المدعي العام أو الأطراف المعنية بالإجراءات. ويستجيب هذا الحد الأقصى لضرورة حماية حق المتهم في المحاكمة دون تأخير غير ضروري، وبالتالي ضمان محاكمة عادلة.
غير أنه في الممارسة العملية، كثيرا ما يمتد التحقيق السابق للمحاكمة إلى ما بعد المهلة الزمنية الأولية، مما يثير الشكوك حول صحة الأدلة التي يتم الحصول عليها خارج هذه الفترة. والسؤال المطروح هو ما إذا كان ينبغي اعتبار هذه الأدلة، التي يتم الحصول عليها بعد انقضاء فترة التحقيق السابق للمحاكمة، باطلة ولاغية أو ما إذا كان يمكن قبولها في المحاكمة.
الاجتهاد القضائي للمحكمة العليا: هل يساوي البطلان؟
توضح السوابق القضائية الأخيرة للمحكمة العليا أن أخذ الأدلة خارج فترة التحقيق السابق للمحاكمة لا يستتبع بالضرورة بطلانها. في الحكم رقم 2514/2022 الصادر في 16 حزيران/يونيو 2022، رأت المحكمة العليا أن مجرد عدم تقديم الأدلة في غير موعدها لا يجعلها باطلة تلقائيًا. ويستند هذا النهج إلى تحليل عاملين أساسيين: هيكل الإجراءات وحماية الحقوق الأساسية للأطراف.
وينص الحكم على أن حقيقة الحصول على الأدلة خارج فترة التحقيق السابق للمحاكمة لا تؤثر على العناصر الهيكلية التي تشترط صحتها. وبعبارة أخرى، لا يعتبر أن مثل هذه الأدلة تولد انعدام الدفاع عن المتهم أو أنها تنتهك حقوقه الأساسية. وبالتالي، يُفهم عدم التقيد بالتوقيت على أنه مخالفة إجرائية، وليس عيباً يؤثر على الصحة الجوهرية للأدلة.
هل يمكن قبول الأدلة المتأخرة في الإجراءات الشفوية؟
وقد أوضحت المحكمة العليا أنه على الرغم من أن الحصول على الأدلة خارج فترة التحقيق السابق للمحاكمة يشكل مخالفة إجرائية، فإنه لا يعني بالضرورة بطلان الأدلة في المحاكمة الشفوية. ووفقاً للحكم رقم 52/2022 الصادر في 21 كانون الثاني/يناير، فإن هذه المخالفة لا تمنع تقديم الأدلة في المحاكمة، طالما لم يتأثر حق الأطراف في الدفاع. وبعبارة أخرى، فإن صحة الأدلة لا تعتمد فقط على الامتثال للمهلة الزمنية للإجراءات السابقة للمحاكمة، بل تعتمد أيضا على عدم انتهاك الحقوق الإجرائية الأساسية.
وعلاوة على ذلك، ينص الحكم رقم 836/2021، الصادر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، على أنه على الرغم من أن المخالفة قد تؤثر على صحة الأدلة خلال المرحلة التمهيدية للمحاكمة، إلا أنه يمكن إدراجها كدليل صحيح في المحاكمة الشفوية، طالما طلب أحد الأطراف ذلك ولا يؤدي إلى انعدام الدفاع. وبالتالي، تعترف المحكمة العليا بإمكانية قبول الأدلة المرتجلة في المحاكمة الشفوية، مؤكدة على أهمية حماية حقوق جميع الأطراف.
الآثار العملية المترتبة على الإجراءات الجنائية
في ضوء السوابق القضائية الأخيرة، فإن صحة الأدلة التي يتم الحصول عليها خارج فترة ما قبل المحاكمة لها آثار عملية مهمة. ومن الضروري أن يفهم الأطراف ما يلي:
- لا يوجد بطلان تلقائي: الأدلة التي يتم الحصول عليها خارج فترة التحقيق السابق للمحاكمة ليست باطلة تلقائيًا. ويمكن قبولها في المحاكمة الشفوية ما دامت الأدلة التي تم الحصول عليها لا تنتهك الحقوق الأساسية أو تولد عجزاً لأي من الأطراف.
- المخالفة الإجرائية: يشكل الحصول على الأدلة بعد فوات الوقت مخالفة إجرائية، ولكن هذا لا يكفي لإبطالها تمامًا.
- المقبولية في الإجراءات الشفوية: على الرغم من أن الأدلة لا يمكن استخدامها في القرارات المتعلقة بالمرحلة السابقة للمحاكمة، مثل لوائح الاتهام، إلا أنه يمكن إدراجها في الإجراءات الشفوية، مما يوفر قيمة إثباتية.
- أهمية الدفاع القانوني السليم: بالنسبة للمتهمين وممثليهم القانونيين، يمكن أن يكون فهم هذه الفروق الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية لصياغة دفاع سليم. قد تكون الأدلة المرتجلة مقبولة، ولذلك من المهم أن يكون محامو الدفاع مستعدين للطعن في صحتها أو الطعن في مقبوليتها عند الاقتضاء.
الخاتمة
وفي الختام، فإن الحصول على الأدلة خارج فترة ما قبل المحاكمة في الإجراءات الجنائية الإسبانية لا يؤدي تلقائيًا إلى بطلانها، طالما لم تنتهك الحقوق الأساسية للأطراف. ويسمح هذا النهج المرن للمحاكم بتقييم كل قضية على حدة، والسعي إلى تحقيق التوازن بين الامتثال للمواعيد النهائية للإجراءات وحماية حقوق الدفاع. في نهاية المطاف، يوفر الاجتهاد القضائي للمحكمة العليا إرشادات أساسية للمحامين والمدعى عليهم، مما يسلط الضوء على أهمية المرافعة المستنيرة والاستراتيجية في السياق الجنائي.

