العنف الاقتصادي ضد المرأة: تحليل القانون الجنائي
يوليو 4, 2024
تمت تبرئته بعد تغيير القفل لمنع شقيقه من دخول منزل العائلة
أكتوبر 18, 2024في الآونة الأخيرة، وبعد الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات 2 في إلتشي، عاد الجدل حول الاتهامات الباطلة في بلدنا إلى الواجهة من جديد. أدان الحكم رقم 314/24 الصادر في 19 سبتمبر امرأتين بتهمة الوشاية الكاذبة بزوج شقيقتهما لارتكابه عدة جرائم اعتداء جنسي ضدهما. ووفقًا للحكم، وجهت السيدتان إلى الشرطة اتهامات كاذبة إلى الشرطة زاعمتين أن شقيق زوجهما قام بلمسهما دون موافقتهما، وعرض عليهما المال مقابل ممارسة الجنس وعرض عليهما مواد إباحية عن الأطفال. ومع ذلك، وبعد التحقيق الذي أجراه قاضي المحكمة الابتدائية رقم 4، تقرر أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأن الدافع وراءها نزاع عائلي ناشئ عن استخدام وملكية منزل العائلة.
ورفضت محكمة التحقيق رقم 4 القضية، وعلى الرغم من أنه تم استئنافها أمام محكمة الاستئناف، إلا أن القرار تم تأكيده، وبعد ذلك قرر زوج الأخت أن يشي بالنساء بتهمة الوشاية الكاذبة، مما أدى إلى صدور قرار محكمة الجنايات الذي نحن بصدد تحليله اليوم، والذي حكم فيه على المتهمين بدفع غرامة قدرها 3600 يورو وتعويض للشاكي بمبلغ 3000 يورو عن عن الأضرار التي لحقت بشرفه.
الإدانة الكاذبة
وتنص المادة 456.1.1.1.1 من قانون العقوبات، التي تنظم جريمة الاتهام الكاذب والوشاية الكاذبة، على ما يلي:
"يعاقب كل من يتهم أي شخص بوقائع، مع علمه بزيفها أو استهتاره بالحقيقة، بوقائع لو صحت لكانت تشكل جريمة جنائية، إذا كان هذا الاتهام قد وجه إلى موظف قضائي أو إداري من واجبه التحقيق فيها:
1- عقوبة السجن لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين وغرامة تتراوح بين اثني عشر شهراً وأربعة وعشرين شهراً إذا كانت التهمة جسيمة.
2- غرامة تتراوح مدتها بين اثني عشر شهراً وأربعة وعشرين شهراً إذا كانت الجريمة أقل خطورة.
3 - غرامة من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، إذا كانت الجريمة بسيطة.
2 - لا يجوز رفع الدعوى على الشاكي أو المتهم إلا بعد صدور حكم نهائي أو أمر نهائي برد الدعوى أو حفظها من القاضي أو المحكمة التي نظرت الجريمة التي اتهم بها. ويأمر هذا الأخير برفع الدعوى من تلقاء نفسه على الشاكي أو المتهم متى توافرت أدلة كافية في الدعوى الرئيسية لإثبات زيف الاتهام، دون الإخلال بجواز إقامة الدعوى على الجريمة أيضاً بناء على شكوى من الطرف المتضرر. "
والفعل النموذجي لهذه الجريمة، كما هو واضح من صياغتها، هو نسبة وقائع إلى الغير، مع العلم أنها كاذبة، وهي وقائع لو كانت صحيحة لكانت تشكل جريمة، وكما يمكن قراءتها، يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى سنتين وغرامة تصل إلى 24 شهراً.
من شروط هذه الجريمة وجود قرار قضائي نهائي (أمر أو حكم قضائي) يعلن عدم وجود الفعل، مما يعني أنه من الضروري الانتظار حتى انتهاء الإجراءات التي تم تقديم الشكوى فيها من أجل الشروع في الإجراء.
ويمكن تحريك دعوى التبليغ الكاذب، كما تنص المادة نفسها، بشكوى من الطرف المتضرر أو من تلقاء نفسه، وإذا علم القاضي أو المحكمة بارتكاب هذه الجريمة فيمكنها أن تستبعد الشهادة من إجراءاتها وترسلها إلى المحكمة المناوبة لتحريك الدعوى في دعوى التبليغ الكاذب.
الادعاءات الكاذبة والعنف بين الجنسين
أحد التحديات الكبيرة في هذا النوع من الجرائم هو صعوبة الإثبات، إذ ليس من السهل التمييز بين الادعاء الخاطئ ببساطة (بسبب نقص الأدلة أو سوء الفهم) وبين الادعاء الكاذب عمداً. ولإثبات أن الادعاء كاذب، يجب أن يثبت من خلال الادعاءات أن الشاكي كان يعلم يقيناً أن الأحداث لم تقع.
وفي حالة الجرائم الجنسية والجرائم القائمة على نوع الجنس، فإن هذا الأمر معقد لأن الأحداث غالبًا ما تحدث في الخفاء وبدون شهود مباشرين، وغالبًا ما تكون الأدلة المادية محدودة. في بعض الأحيان تنتهي هذه القضايا بالبراءة بسبب نقص الأدلة، ولكن هذا لا يعني تلقائيًا أن الادعاء كان كاذبًا.
وفي كلتا الحالتين، فإن تأثير الادعاءات الكاذبة عميق ويؤثر على كل من المتهمين والضحايا الفعليين.
فمن ناحية، يمكن أن يعاني الفرد المتهم زوراً بجريمة خطيرة مثل الاعتداء الجنسي من عواقب وخيمة في حياته الشخصية والمهنية والاجتماعية. حتى لو تمت تبرئته في نهاية المطاف، فإن الوصمة الاجتماعية يمكن أن تستمر.
ومن ناحية أخرى، يمكن للبلاغات الكاذبة أن تخلق مناخاً من عدم الثقة تجاه الضحايا الحقيقيات، مما يقوض مصداقيتهن. والواقع أن العديد من المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق المرأة أعربت عن قلقها من أن التركيز على البلاغات الكاذبة يُستخدم لتشويه سمعة النساء اللاتي يبلغن عن الاعتداءات بشكل مشروع.
بعد قول كل هذا، يمكننا أن نؤكد أن وجود إدانات كاذبة أو كيدية تؤثر سلبًا على نظرة الضحايا الحقيقيين والنظام القضائي ككل وتؤدي إلى:
- عدم الثقة في النظام: يمكن أن يؤدي احتمال وجود بلاغات كاذبة إلى عدم الثقة في الإبلاغ المشروع، مما يجعل من الصعب على الضحايا الحقيقيين الشعور بالأمان في التوجه إلى السلطات.
- استهلاك موارد النظام: يمكن للشكاوى التي لا أساس لها من الصحة أن تستهلك وقت وموارد النظام القضائي، مما يصرف الانتباه عن القضايا المشروعة التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا.
وقد أشارت وزارة المساواة الإسبانية في عدة مناسبات إلى أن نسبة مئوية صغيرة من الشكاوى المقدمة يتم رفضها في النهاية بسبب عدم وجود أدلة أو لأنه يعتبر أن الأحداث المزعومة لم تحدث. ومع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل أن نسبة مئوية منها كاذبة ويتم تقديمها بهدف استغلال العملية الجنائية لصالح المشتكي وبالتالي الحصول، على سبيل المثال، على حضانة الأطفال القصر أو حيازة المنزل المشترك، أو كأداة بسيطة للتلاعب، بحيث إذا ثبت أنها كاذبة يجب أن يعاقب عليها للحفاظ على نزاهة نظامنا الجزائي.




